وكتب غشمرة : يضع صديقنا غربي حفظ العقول مقابلاً لحفظ الفروج ثم يتساءل ، لم دعا القرآن إلى حفظ الفروج ، ولم يشر إلى حفظ العقول ؟ ! وغربي يعلم أن كلمة ( عقل ) في اللغة العربية تعني بين معانيها الكثيرة المنع ، والحفظ كما يعلم غربي أيضاً منع من الوقوع في المحضور لضرورة سواءً لذاته أو على غيره ، فالعقل إذن حفظ في أصل الكلمة دونما حاجة إلى سفسطة طويلة لا مبرر لها ، فحين نقول عقل نشير إلى حافظ يحفظ الإنسان من الوقوع في المحضورات والمنكرات المتعارف عليها بين الناس ومنه في القران الكريم : ( يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ ) أي علموه وحفظوه ، والعقل تفرقة واضحة بين الإنسان والبهيمة ، لأن العاقل مختار بين المعروف والمنكر وهو حافظ لتجاربه في هذا المجال ، وليست كذلك البهيمة ، فالإنسان يحسن باختياره وتجربته والبهيمة تحسن إن أحسنت لأنها مفطورة على الإحسان كما هي مفطورة على الإساءة . وحفظ كل منفعة في القرآن هي دعوة إلى حفظ الحافظ الأصلي وهو العقل ، دونما حاجة أن يقول القرآن في كلمة مرة إحفظوا عقولكم ، لأن حفظ العقول بديهية كحفظ الجسد من الأذى ، وكحفظ الأموال من الضياع ، وقد جاء في الكتاب الكريم : ( ولا تُلقوا بأيديكم إلى التَّهلكة ) ، كما جاء فيه : ( ولا تُؤْتُوا السُّفهاءَ أموالكم ) ، ومعلوم أن إلقاء النفس إلى التهلكة إضاعة للعقل ، وكذا العبث بالأموال والأرزاق . ومن المغالطة أيضاً القول إن في الأمر بحفظ الفروج بطريقة مباشرة جلية ، والأمر بحفظ العقول بطريقة مجازية ، ارتقاء بالفرج على العقل ، ترى هل