آخر غير ما عنيته أنا هنا ، من محاولة تفعيل مقارنة بين الفضيلة كما جاءت بها الأديان ، والفضيلة المجردة . . التي أوحى بها الحس الإنساني العظيم . بقي أن نتفق على مصطلح ، حتى لا نختلف على دلالات يؤدي إليها . . عندما نقول : فضيلة محضة أو مجردة ، فإننا نشير إلى عدم انطلاق فاعلها من مبدأ الثواب والعقاب ، كأن يتوفر حسه أثناء تأديته لها ، على مطلق الشعور بالراحة ، والرضا عن الذات ، أو الشعور بالمسئولية ، أو غير ذلك . قل : آمين . . . حفظك الله من كل مكروه . نادر : تشط بنا بعيداً عن مجال الحوار . ومن الصعب أن أتجاوز ما يرد في مداخلة ، حتى لو كان نأياً عن الموضوع ( والمدهش أيضاً ، أن الناس جميعا لا يكون بينهم خلاف على الثوابت الكونية التي تم اكتشافها بواسطة العلوم الطبيعية . . . ) طبعاً لا يكون بينهم خلاف ! كيف يختلفون . . وقد حكم العلم ، وقال كلمته ، وهم على ذلك شهود ؟ ! كل شئ له مذاهب . . الأديان والآداب والفنون عدا العلم . . التجريب هو مذهبه الوحيد ، ولا مجال لمكذب أو مؤولٍ ، أرجع البصر ، أو أصاخ السمع ، أو ألقاه . . وهو شهيد . أما الاختلاف . . فيحدث عندما تكون الرؤية ضبابية ، وعندما يتقادم النص الثابت إزاء العقل المتحرك ، وعندما تتعطل أدوات العقل وتُفعّل أدوات النقل . عندما نتحدث عن حركة القمر وماهيته وطبيعة مكوناته . . فذلك لأننا خبرناه ، ورصدناه ، ورأينها بأعيننا بأدوات العلم ، وحصلنا على ترابٍ منه ، بل . . . ووطئناه بالأقدام ! أما عندما يختلف " المختلفون " حول وصول الإنسان إلى القمر ، وحول دوران الأرض ، من محرّمين للقول بالدوران ، مطالبًين بقتل القائل بذلك ، مصدرينً المباحث الكثر يسخر من العلم وأهله ، والعلم يسخر منهم .