بتلك العملية الدموية التي أجريتموها في جسم أمتي ، بقطعها إلى قسمين في تلك المدينة الجميلة القائمة على شواطئ البحر المتوسط الغربية المعروفة " بسان ريمو " ( 1 ) . وكما خرجتم في ذلك الوقت من المؤتمر الذي أجريتم فيه تلك العملية مهنئين بعضكم بعضاً ، أنتم وصفاؤكم دون أن يحمّر لكم وجه أو يندى لكم جبين ، كذلك وقفتم في مأدبة الجمعية الصهيونية ، بعد مرور إحدى عشرة سنة على تلك العملية الشاذة ، مفاخرين بنجاحكم فيها دون أن يحمّر لكم وجه أو يندى لكم جبين ! تجاه هذه الحقيقة الراهنة يترتب عليَّ أن أعترف بمقدرتكم الفائقة على الاحتفاظ بتقاليد طبيعتكم الأنكلو ساكسونية إلى أبعد حد ممكن أثناء قيامكم بعملية مزج الشرف بالسياسة ومزج السياسة بالشرف ! تعلمون يا سيدي ، أكثر مما أعلم أن العلم من طبيعة الغربي وأن الفلسفة إلى طبيعة الشرقي أقرب ، ومع ذلك فإنكم لم تراعوا هذه الحقيقة ، وأقبلتم في خطابكم في مأدبة الجمعية الصهيونية على الفلسفة حين كان الأولى بكم أن تقبلوا على العلم ! فكانت النتيجة أنكم ارتكبتم خطأً منطقياً وخطأً علمياً وخطأً فلسفياً ، حين قلتم في خطابكم المشار إليه " لم تكن تلك البلاد ( فلسطين ) وطناً لقوم ما ، بل كانت خراباً وأفضل ما فيها أنها تصلح بأن تكون وطناً " . لست في حاجة إلى أن أدلكم على مواضع خطئكم ، لأني على يقين تام من أنكم تعرفون جيداً ، كما أنا أعرف جيداً : " بأن تلك البلاد فلسطين ، هي جزء حيوي من وطن كامل غير قابل للتجزئة لأمة واحدة هي الأمة السورية " . أنتم أنفسكم كنتم في عداد اللذين تبجّحوا كثيراً أثناء الحرب العالمية ، بأنكم تقومون بتلك المجزرة الهائلة لا لغرض آخر سوى تحرير الأمم الضعيفة ، ومن