responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار الأفكار نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 137


في سبيل المدنية كل شئ .
ترون يا سيدي أن جوابي سيكون بسيطاً صريحاً ، خالياً من مجاملات المداهنة العصرية التي تتطلبها مزاياكم السامية ، ولكنه جواب يختلف شرفه عن الشرف الذي قلتم إنكم أوليتموه في مأدبة الجمعية الصهيونية في أمر بسيط ، صريح . أعني أنه شرف حقيقي .
لا أدري يا سيدي ، إذا كان في المأدبة التي أدبتها لكم الجمعية الصهيونية شرفاً لكم أو لها . بل لا أدري إذا كان في تلك المأدبة شرف على الإطلاق . أجل لا أدري . وليس الذنب ذنبي إذ كنت لا أدري ، فقد تلون الشرف في هذا العصر بألوان متعددة . أما أنا فإني أعرف شرفاً واحداً ، لا أعرف ولا أبالي بسواه هو الشرف غير الملون . إن المبادئ الأولية التي يعرفها صبيان المكاتب فضلاً عن المتنورين ، أنه لا يجوز مزج الشرف بالسياسة أو مزج السياسة بالشرف . إنكم ولا شك تعرفون هذا المبدأ قبلي ، ولكنكم ضربتم بهذا المبدأ عرض الحائط حين كنتم رئيس وزارة بريطانيا العظمى وأجزتم " تصريح بلفور " المشؤوم الممقوت ، وعدتم فضربتم بهذا المبدأ عرض الحائط ووقفتم في مأدبة الجمعية الصهيونية مباهين بصنيعكم الذي إذ تم ، وهو لن يتم ، قضى على حياة أمة كان من جملة عهودكم أن تعترفوا باستقلالها وتحترموه . وقفتم في تلك المأدبة ومحياكم طلق وقلبكم مفعم سروراً كأنكم تباهون بعمل شريف !
لو كنتم وقفتم في مباهاتكم عند حد ذكر إجازتكم " تصريح بلفور " السئ الطالع ، لما كان هناك ما يدعو إلى احمرار وجهكم خجلاً ! إذ لو كان حدث شئ من ذلك لاعتبر شذوذاً عن تقاليد طبيعتكم الأنغلو سكسونية لا يغتفر . ولكنكم لم تقفوا في مباهاتكم عند هذا الحد ، بل تجاوزتموه إلى المفاخرة

137

نام کتاب : ثمار الأفكار نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست