ضمنها الأمة السورية ! وقبلتم أنتم وصفاؤكم الفرنسيين ، ومتطوعين من هذه الأمة جاءوا ليسفكوا دمائهم في سبيل نصرتكم ونصرة أمتهم . وإذا أحصيتم يا مولاي ، قتلى جيوش الحلفاء على العموم ، وقتلى الجيش الإميريكايي على الخصوص ، وجدتم بينها عدد غير يسير من هذه الأمة التي قمتم الآن تنكرون وجودها في وطنها بصلابة جبين قلّ نظيرها ! لو لم يكن قد سفك من دم هذه الأمة سوى قطرة واحدة ، في سبيل نصرتكم في أحرج أوقاتكم ، لكفى ذلك لحملكم على احترامها لو كنتم منصفين ! تقولون يا سيدي ، إن الأعمال التي أنجزتها الصهيونية إلى الآن كافية للدلالة على أن الأرض التي كانت تفيض لبناً وعسلاً ، لم تكن حديث خرافة ! وتنسون أن اللبن والعسل كانا يفيضان من تلك الأرض بفضل سواعد الأمة التي كانت فيها ، قبل مجئ اليهود إليها هاربين من عبودية مصر حيث كان وطنهم القومي الأول ، والتي لا تزال فيها الآن ! بل أنتم تشيرون إلى ذلك في غير موضع من خطابكم إشارة ضئيلة مبهمة . إلى هذا الحد بلغت فيكم الحنكة السياسية والدبلوماسية في التذكر والنسيان وإهمال المنطق ! بيد أن هذا الحد على بعده ، قد قصر عن الحد الذي بلغتموه في قولكم : " أن لليهودي المقيم في تل أبيب حقاً بالحماية كما للمسلم في كنبور " . جعلتم لليهودي الغريب في فلسطين ، وللمسلم الوطني في الهند ، منزلة واحدة ، ولم تجدوا في ذلك تناقضاً غريباً قط ! إن الغرابة التي لا غرابة بعدها هي أنكم خلطتم بين السياسة والشرف خلطاً فادحاً ، وأدخلتم المصلحة السياسية في واجبات الشرف بطريقة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الخلق ! فقد ضربتم صفحاً عن جميع الأمور والعهود التي يوقف