responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار الأفكار نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 121


وهذا هو السبب الذي يجعل مجتمعاتنا أفضل ، لأنها ما زالت تحتفظ بقدر من القيم الإنسانية والإسلامية .
نعم ، لا يصح أن لا نقع في خطأ التعميم ، فلا بد أن نستثني من حكمنا ثلاثة حقول من أناس المجتمعات الغربية :
الحقل الأول ، بعض الأوساط والأسر الغربية التي أثرت فيها المسيحية ، وصنعت في شخصياتهم إيماناً وشفافية ، فتميزت عن مجتمعاتهم .
والحقل الثاني ، أنه يوجد في كل مجتمع بشري أفراد وأسر خيرة ، تنسجم مع فطرتها وعقلها ، ولذا قال الله تعالى : وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً . ( الفرقان : 51 ) ومعناه أنه يوجد في كل قرية أو مدينة شخص خيِّر ، هو مشروع نبي ! ولكن كم يبلغ أولئك أمام بحر المجتمع الغربي وتياره المادي ؟ !
والحقل الثالث ، الغربيون الذين بقي فيهم قدر من أصالة الإنسان ، فإن الانحراف البشري غالباً له حدود ، والفطرة البشرية لها انتفاضات على الإفراط فيه . وقد ورد أن الله تعالى يعطي أعداءه بعض أخلاق أوليائه ، ولولا ذلك لما استطاع أولياؤه أن يعيشوا معهم !
والأمر الثاني أن المجتمعات الغربية وصلت من تجاربها وصراعاتها المريرة ، الداخلية والخارجية ، إلى نتيجة في نظام الحكم والحكومة هي : ضرورة القانون . والى نتيجة في مجتمعاتها هي : ضرورة ( الأخلاق الاجتماعية ) .
لكن هذه الضرورة مادية ، لا علاقة لها بعقيدة دينية أو فكر إنساني !
ولذلك كان تعبير المدنية أصدق عليها من الأخلاق ! فإن الأخلاق الدينية معادلتها التقوى والإيمان بالله والآخرة والجزاء ، والأخلاق الإنسانية معادلتها

121

نام کتاب : ثمار الأفكار نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست