responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 345


الطريقين وشرب العطشان من أحد القدحين . وهؤلاء المساكين لم يدركوا ولم يعرفوا أن هذه الأمثلة ونظائرها ليست من هذا الباب ، بل الفرار من أحد الطريقين والشرب من أحد القدحين نجاة من الهلاك وأمر مترجح وواجب بالضرورة ، والتوقف في ترجيح أيهما شاء ، لا محصل له . وكذلك الكلام في كل ما كان واجبا ببداهة العقل أو بحسب الشرع أو كان حسنا . سواء كان أمرا واحدا في مقابل تركه أو أمورا كثيرة واجبة أو حسنة في عرض سواء على البدل . فإذا اختار واحدا . فقد اختار واجبا وحسنا بالضرورة .
ومن العجيب ما ذكره المولى صدر الدين الشيرازي قال : " فلا تصغ إلى الأشاعرة القائلين بصدور الفعل من القادر من غير مرجح يرجح وجوده على عدمه في الواقع أو عنده ، متمسكين بأمثلة جزئية . فإن عدم العلم بالترجيح الواقع من قدحي العطشان أو طريقي الهارب مثلا ، من جملة أسباب خفية عنا يوجب وقوع شئ في أنفسنا يكون ذلك الشئ داعيا لنا في فعلنا ، لا يوجب نفيه مطلقا .
كيف ؟ ! والعابث والنائم والساهي لا ينفك أفاعيلها الصادرة عنها من غاية خيالية ، وإن لم يكن عقلية أو فكرية ، كتخيل لذة أو زوال حالة مملة . فإن التخيل غير الشعور بالتخيل وغير بقاء التخيل في الذكر ، فلا ينبغي إنكاره لأجل عدم انحفاظه في الذكر " . [1] أقول : قد اضطرب كلامه واشتبه عليه الأمر وحكم أن الفاعل القادر العاقل قد أقدم على الفعل وما به الترجيح والترجيح مخفي عنه . وهذا ليس إلا عين الالتزام بإقدام الفاعل على الفعل من غير عناية بالمرجح في هذه الأمثلة ونظائرها . وقد غفل عن أن المرجح لقدحي العطشان وطريقي الهارب هو الفرار عن الموت وحبه للحياة والبقاء وهو أمر واجب عنده ولا يرضى بشئ دونه وهو شاعر به أشد الشعور .



[1] المبدأ والمعاد / 137 .

345

نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست