responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 321


عز وجل ، فإرادته إحداثه لا غير ذلك . لأنه لا يروي ولا يهم ولا يتفكر وهذه الصفات منفية وهي من صفات الخلق . فإرادة الله تعالى هي الفعل لا غير . يقول له :
كن ، فيكون ، بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همة ولا تفكر . ولا كيف لذلك ، كما أنه بلا كيف " . [1] وقال صدر الدين الشيرازي : " الإرادة فينا شوق متأكد يحصل عقيب داع هو تصور الشئ الملائم تصورا علميا أو ظنيا أو تخيليا ، موجب لتحريك الأعضاء الآلية لأجل تحصيل ذلك الشئ . وفي الواجب تعالى لبراءته عن الكثرة والنقص ، ولكونه تاما وفوق التمام ، تكون عين الداعي وهو نفس علمه الذي هو عين ذاته بنظام الخير في نفس الأمر المقتضي له " . [2] أقول : واضح أن مفاد الرواية الشريفة أجنبي عما ذكره الفيض ولا شهادة ولا دلالة في الرواية على شئ من دعواه . بل هذه الرواية الشريفة وما في سياقها من الروايات في هذا الباب ناصة على بطلان القول بأن الإرادة عين ذاته وعلمه تعالى .
ولا يخفى أن منشأ هذا التوهم وإرجاع الإرادة إلى الذات والعلم ، هو ما ذهبوا إليه من أن العلة والموجب لفيضان نظام الخير على الوجه الأصلح الأوفق عنه تعالى ، هو علمه بنظام الخير ، وثبوت العلم كاف في صدور الفعل عنه تعالى بالوجوب . وقد بسطنا القول في مسألة علمه تعالى وذكرنا أن أحدا من عظماء الفلاسفة البشرية ما تيسر له تحصل هذه المسألة الشريفة الغامضة وأمثلهم طريقة من يقول : إن علمه تعالى بما سواه علم حصولي بوساطة الصور القائمة بذاته تعالى وعلمه بالجزئيات المتجددة المتصرمة من باب الحكم . ونبهنا أن علمه سبحانه هو العيان على نحو الحقيقة والإحاطة من دون حصر وتقييد بالنظام الواحد الأصلح .
فلا نهاية ولا حد لعله تعالى وبالمآل لمعلوماته أيضا من النظامات الحسنى الغير



[1] علم اليقين 1 / 68 .
[2] المبدأ والمعاد / 135 .

321

نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست