responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 303


بيت المقدس فمنها ارتقى إلى السماء ، وقوما وصفوه بالأنامل فقالوا : إن محمدا صلى الله عليه وآله - قال : إني وجدت برد أنامله على قلبي .
فلمثل هذه الصفات قال : رب العرش عما يصفون . يقول : رب المثل الأعلى عما به مثلوه . ولله المثل الأعلى الذي لا يشبهه شئ ولا يوصف ولا يتوهم . فذلك المثل الأعلى ، ووصف الذين لم يؤتوا من الله فوائد العلم فوصفوا ربهم بأدنى الأمثال وشبهوه بالمتشابه منهم فيما جهلوا به . فلذلك قال : وما أوتيتم من العلم إلا قليلا . فليس له شبه ولا مثل ولا عدل . وله الأسماء الحسنى التي لا يسمى بها غيره . وهي التي وصفها في الكتاب فقال : فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه جهلا بغير علم . فالذي يلحد في أسمائه بغير علم يشرك وهو لا يعلم ويكفر به وهو يظن أنه يحسن . فلذلك قال : وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهو مشركون فهم الذين يلحدون في أسمائه بغير علم فيضعونها غير مواضعها . . . [1] قوله عليه السلام : " العرش في الوصل متفرد من الكرسي لأنها بابان من أكبر أبواب الغيوب وهما جميعا غيبان وهما في الغيب مقرونان " .
أقول : ذكر - عليه السلام - وجه تفرد العرش من الكرسي أي ، افتراقه ووجه اقترانهما واشتراكهما أيضا . أما وجه اشتراكهما ، فإن العرش والكرسي كليهما من أكبر الغيوب وكلاهما غيبان وفي الغيب مقرونان . أي : أن كلا منهما علم وعيان حقيقي يعلم بهما الغيب . وحيث إن ما علم بهما أمر حادث فلا محالة يكون العلم والإحاطة منقسما بالمعلومات قبل مرتبة الوقوع وفي مرتبة كونها غيبا على الإطلاق ويكون العرش والكرسي بابين لهذه الغيوب ، وإن شئت فقل مفتاحين لها .



[1] التوحيد / 321 .

303

نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست