responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 281


من العلم والحياة والقدرة ضرورية فطرية بالفطرة التي فطر الناس عليها . فإنه سبحانه عرف نفسه إلى عباده فيعرفونه بهذه المعرفة مقدسا ومنزها عن كل ما يتوهم ويتصور ومبائنا مع جميع خلقه . وهذه المعرفة فعله تعالى ومن صنعه الجميل .
ولا كيف لصنعه . سبحانه ما أعجب صنعك وما أجل فضلك على عبادك ! فالآيات والعلامات المخلوقة المشهودة تذكرة وإرشاد إلى هذه المعرفة . فيتعرف ويتجلى سبحانه عند مشاهدة الآيات واكتناه مخلوقيتها ، فيعرفونه تعالى وعلمه وقدرته خارجا عن حد التعطيل والتشبيه . فهي أجل برهان وأكبر شاهد على مباينته تعالى مع جميع ما سواه . وكفى بالله شاهدا لعباده الموحدين على قدس ذاته وعلمه عن هذه الفرضية الوهمية بأي معنى علمي افترض .
ولا يخفى أن المراد بظهوره تعالى بالآيات والعلامات ، ليس إثبات أمر مجهول مشكوك على سبيل برهان الإن وتصوره تعالى بالوجوه والعناوين العامة . فإن الآيات والعلامات تذكرة وإرشاد لرفع الغفلة والنسيان عن المكلفين .
وهذا من نفائس علوم القرآن وحملته في هذا الموقف الخطير . فالعارفون به تعالى في مرتبة معرفته سبحانه - سيما عند معرفتهم به تعالى في حال البأساء والضراء - يعرفونه تعالى بحقيقة العرفان ، ويعرفون أيضا أنهم عباد مضطرون لا يملكون كشف الضر والسوء عن أنفسهم . ويجدون أن المواهب النورية - الحياة والقدرة والعلم والشعور والعقل - كلها خارجة عن ذواتهم يملكونها بتمليكه تعالى وهو تعالى أملك بها في مرتبة مالكيتهم بهذه الأنوار أيضا ، فلا تكون مالكيته تعالى منعزلة عنها . فيفيضها الله تعالى على الأرواح المظلمة فيستضيئون بها ويعلمون ، وتقبض عنهم ، فهم في فقر ذواتهم يركزون . والأمر يكون كذلك إلى أبد الآباد . ولعل الغفلة عن هذا أوجب التباس الأمر على الصوفية حيث زعموا أن ذواتهم أنوار مجردة لا يزالون يتكاملون من حيث نورية ذواتهم .

281

نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست