responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 216


وفي هذا الباب روايات كثيرة من أرادها فليراجعها . وفيها شهادة ودلالة على أن الوجه في هذه الآية الكريمة وكذلك في غيرها من الآيات ، ليس بمعنى ذاته تعالى . وفيها تصريح أيضا على أن الوجه في القرآن الكريم لم يطلق على الذات . ومن العجيب أن المحقق الكاشاني بعد ذكره عدة من الروايات قال : " وربما يفسر الوجه بالذات وليس بذلك البعيد " . [1] ومما ذكرنا من البيان اتضح تفسير قوله تعالى : كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام . [2] ويزيد الأمر هنا وضوحا بأن الوجه الباقي فيها قد ذكر في مقابل ما هو الفاني على الأرض . فلا محالة يكون الوجه الباقي من جملة ما هو على ظهر الأرض . والله سبحانه يجل ويعظم عن مقايسته بما هو الفاني على الأرض واستثنائه سبحانه من جملة ذلك الفاني .
قال الزمخشري : وقرأ عبد الله : " ذي " على صفة " ربك " . [3] ومما ذكرنا يعلم أن هذه الآية الكريمة لا تصلح للاستدلال بها على أن الوجه المذكور فيها بقرينة " ذو الجلال والإكرام " هو ذات الله سبحانه .
وأما استدلاله بالحديث الذي أورده في المقام " لو دليتم بحبل إلى الأرض . . . " فهو في غاية الضعف . فإنه مرسل لم يعلم راويه ولا وثاقته . هذا أولا . وثانيا : قدت تقرر في علم الأصول أن كل خبر واحد واجد لشرائط الحجية في باب الأحكام ، لا يمكن أن يكون حجة في باب المعارف والحقائق والموضوعات ، فكيف بضعافه ومرسلاته ، نعم ، لا يجوز القول ببطلانه ورده بل اللازم السكوت عنه وإيحاله إلى الله وأوليائه ، على أن فيه دلالة على تنزله تعالى في مرتبة الأجسام . وذلك يوجب



[1] تفسير الصافي / 411 .
[2] الرحمن ( 55 ) / 26 و 27 .
[3] الكشاف 4 / 446 .

216

نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست