الفرائض ، فلا بد فيها من استقبال القبلة " . [1] وروى الطبرسي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام في الآية المبحوثة عنها : " فإن هذه الآية عندنا مخصوصة بالنوافل في حال السفر " . [2] قال الفيض : " ولله المشرق والمغرب يعني ناحيتي الأرض ، أي له كلها . " فأينما تولوا فثم وجه الله " . قيل : أي : ذاته ، إذ لا يخلو منه مكان " . [3] أقول : يوهم كلامه صدرا وذيلا وسياقا اختياره هذا القول . ويرد عليه أنه لا دلالة في الآية الكريمة على شئ من ذلك ولم يطلق لفظ الوجه على ذاته سبحانه في القرآن . بل الظاهر من لفظ الوجه في القرآن هو ما يتوجه به إلى الله ويتقرب به إليه سبحانه . قال تعالى : وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله . [4] فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون . [5] ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شئ هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون . [6] أقول : قد نهى الله سبحانه أن يدعا مع الله إله آخر وقوله تعالى : كل شئ هالك . . . في مرتبة التعليل للنهي المذكور في صدر الآية . والمراد من الهالك ما هو بمعنى اسم الفاعل بحسب اللغة ، أي : كل شئ يهلك ويفنى ، لا الهالك الذاتي بالمعنى الاصطلاحي . ضرورة أنه لا يجوز تفسير القرآن بالمعاني المصطلحة والمستحدثة بعد