عليم . [1] ففيه أن صدر الآية : لله المشرق والمغرب . فالآية الكريمة مسوقة لبيان مالكيته تعالى للمشرق والمغرب تكوينا وأن له تعالى الحكم والتصرف فيهما كيف شاء وأراد بحسب التشريع أيضا . وقوله تعالى : فأينما تولوا . . . تفريع مما تقدم من مالكيته للمشرق والمغرب . وقد رخص تعالى لعباده أن يولوا وجوههم أينما شاؤوا . وهذا مطلق يقيده قوله تعالى : فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره . [2] وهذا في الفرائض . فيكون قوله تعالى : أينما تولوا وجوهكم . . . . بمعنى : أينما تولوا وجوهكم في النوافل ، فثم وجه الله . قال الجصاص : " وروى معمر عن قتادة في قوله تعالى : فأينما تولوا وجوهكم فثم وجه الله قال : هي القبلة الأولى ثم نسختها الصلاة إلى المسجد الحرام " . [3] أقول : الآية الكريمة من باب الإطلاق والتقييد كما ذكرنا وليست من باب النسخ . روى الشيخ الحر العاملي مسندا عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال له : استقبل القبلة بوجهك ولا تقلب بوجهك عن القبلة فتفسد صلاتك . فإن الله عز وجل يقول لنبيه في الفريضة : فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره و . . . [4] وروى أيضا : محمد بن الحسن في " النهاية " عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى : فأينما تولوا فثم وجه الله قال : " هذا في النوافل خاصة في حال السفر . فأما
[1] البقرة [2] / 115 . ( 2 ) البقرة ( 2 ) / 144 . [3] أحكام القرآن 1 / 77 . [4] وسائل الشيعة 3 / 227 .