نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 92
سليمة ، وإن جوز العالم بها تكاملها لأكثر من واحد ، من تأمل ذلك وجده صحيحا . وإذا لم يفتقر صحة السمع إلى تميز عدد الصناع أمكن أن يعلم عددهم من جهته ، فإذا قطع العدد بكونه واحدا وجب العلم به ، والقطع ينفي ما زاد عليه . مسألة : ( في لزوم الاعتقاد بمسائل التوحيد ) وإذا تقرر ما قدمناه من مسائل التوحيد وعلمنا صحتها بالبرهان ، لزم كل عاقل اعتقادها ، أمنا من ضررها ، قاطعا على عظيم النفع بها ، وفساد ما خالفها من المذاهب ، وحصول الأمان من معرتها ، ونزول الضرر بمعتقدها ، من حيث كان علمه بحدوث الأجسام والأعراض يقضي بفساد مذاهب القائلين بقدم العالم من الفلاسفة وغيرهم ، وعلمه بحاجتها إلى فاعل قادر متخير عالم حي يوجب فساد مذهب من أضافه إلى علة أو طبيعة أو غير ذلك ممن ليس في هذه الصفات . وعلمنا بكونه تعالى قديما لا يشبه شيئا ولا يدرك بشئ من الحواس ، يبطل مذهب الثنوية والمجوس والنصارى والصابئين والمنجمين والغلاة ومجيزي إدراكه تعالى بشئ من الحواس من فرق المسلمين ، لإثبات هؤلاء أجمع إلهية الأجسام المعلوم حدوثها ، لحدوث كل جسم على ما قدمناه . هذا إن أرادوا بالقدم إلهية أعيان الأجسام التي هي : نور وظلمة ، وشيطان ، وكوكب ، وصنم ، وبشر كعلي والمسيح عليهما السلام . وإن أرادوا أمرا يجاور هذه الأجسام ، فالمجاور لا يكون إلا جسما . وإن أرادوا أمرا حالا ، فالحلول من خواص الأعراض ، وإن أرادوا بالادراك المعقول منه .
92
نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 92