نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 88
القديم مماثلا للمحدث . وأيضا فإن كونه مشتهيا لمعنى قديم يقتضي كونه ملجأ إلى فعل المشتهى ، وإلى أن لا تستقر أفعاله على قدر ، ولا وجه كما قلناه لو كان كذلك للنفس . ولا يجوز أن يكون مشتهيا لمعنى محدث ، لأنه لا يجوز أن يكون كذلك ، أولا لمعنى من فعله تعالى ، وذلك يقتضي كونه ملجأ إلى فعل الشهوة والمشتهى ، وذلك محال ، فاستحال كونه مشتهيا . واستحالة الشهوة عليه تقتضي استحالة النفور لكونه ضدا لها ، ولا شبهة في أن استحالة أحد الضدين على الشئ يحيل الضد الآخر ، ولأنه لو كان نافرا للنفس أو لمعنى قديم لم يصح منه إيجاد شئ ، لكونه نافرا عنه ، ولا داعي إلى فعل ماله هذه الصفة ، ونفور محدث لا داعي إليه ، وما لا داعي إليه منه تعالى يستحيل إيجاده ، فثبت استحالة الشهوة والنفار عليه تعالى ، وإذا استحالا فيه سبحانه استحال عليه الضر والنفع ، ومن لا يصح عليه الضر والنفع لا تتقدر فيه الحاجة ، وإذا استحالت عليه الحاجة ثبت كونه غنيا . مسألة : ( في كونه تعالى واحدا ) وهو سبحانه واحد لا ثاني له في القدم والاختصاص بما ذكرناه من الصفات النفسية ، لأنه لو جاز وجود قديمين قادرين لأنفسهما ، لم يخل أن يكون مقدورهما واحدا من حيث كانا قادرين لأنفسهما ، أو متغايرا من حيث كانا قادرين ، وكون مقدورها واحدا يحيل كونهما قادرين ، وتغاير مقدورهما يحيل كونهما قادرين لأنفسهما ، فثبت أنه سبحانه واحد لا ثاني له . وقلنا : إن من حق القادرين أن يتغاير مقدورهما . لأن تقدير مقدور واحد لقادرين يصح له معه أن يدعو أحدها إلى إيجاده
88
نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 88