نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 67
مسألة : ( في الأجسام وحدوثها ) وأول منظور فيه الأجسام ، لأن تقدير قدمها يسقط حكم التكاليف المكتسبة ، وتقدير حدوثها يعينها ، وطريق العلم بحدوثها مبني على مقدمة ضرورية ونتيجة مكتسبة : فالمقدمة : حدوث ما لم يسبق الحوادث . والنتيجة : إثبات الجسم بهذه الصفة . وتفتقر إلى إثبات أغيار للجسم ، وأنها محدثة ، وأن الجسم غير سابق لها . وطريق إثباتها : حصول العلم بصحة تنقله في الجهات وهو على ما هو عليه ، ووجوب اختصاصه ببعضها . إذ لو وجب الأول لم يزل متنقلا ولاستغنى عن ناقل ، ولو جاز الثاني في حال الاختصاص لم تكن جهة أولى به من جهة ، فلا بد له من مقتض . ولا يجوز أن يكون جنسه ولا وجوده ، لصحة خروجه عن الجهة مع كونه جنسا وموجودا . ولا يجوز أن يكون عدم معنى ، لأن المعدوم لا يخصص ولا يؤثر . ولا يجوز أن يكون صفة بالفاعل ، لأنها الحدوث أو وقوعه على وجه ، وذلك يقتضي حدوث الجسم ، لحاجته في الوجود إلى جهة ، ووجوب تقدم الفاعل لفعله ، وهذا غاية المطلوب . ولأن كونها بالفاعل يوجب اختصاصها بحال الحدوث ، ولمن أحدث موصوفها ، وتعلق به جميع صفاتها ، إذ من المحال أن يحصل الحدوث لمن لا يقدر على الحادث ولا على جميع صفاته ، أو يحصل كيفية الحدوث في حال البقاء كفعلي وفعل غيري .
67
نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 67