نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 404
بإمامته ، المختصين بولايته ، الممسكين لإمساكه . وضرب معلوم إيمانهم على جهة الجملة ، لم يتعينوا بعين من ذكرناه ، ولم يتبعوا الظالمين اتباع من نذكره . وضرب كفار غير متعين بعين من قدمناه ، وهم الذين يدينون بجحد إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ، وهم رجلان : منافق يظهر الإسلام ويبطن الكفر ، ومعتقد لظاهر الإسلام عن تقليد بغير حجة أو حجة واقعة غير موقعها يدين بجهله بإمامة المتقدمين . وضرب فساق حملهم حب الدنيا وإيثار الرئاسة وإرادة الحظوة عند الرؤساء على الترشح لهذا الأمر ، أو اتباع المتغلبين رغبة عندهم ، مع ثبوت إيمانهم عند الله تعالى وسوابقه إلى دينه ، وعلمهم بإمامة أمير المؤمنين عليه السلام ، ودينهم بفرضها وضلال منكرها ، فهم الجمهور الأكبر والسواد الأعظم . وإن قيل : فإذا كانت هذه حال الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله ، فقد كان ينبغي لعلي عليه السلام أن يدعو إلى نفسه ، ويذكر بفرض طاعته وواجب حقه ، فإذا فعل فالجمهور على قولكم عارفون بإمامته وفرض طاعته ، ويجدون عنده ما يؤملونه من الدنيا مع سلامة الدين ، فلا يبقى لهم صارف عنه ، ومنكر ذلك القليل الذي لا قوام لهم بأهل الحق . قيل : أما دعوته صلوات الله عليه الناس إلى نفسه فغير واجبة عليه ، لاستغنائه عنها بدعوة الله سبحانه بنص التنزيل ، ودعوة الرسول صلى الله عليه وآله في غير مقام بضروب الأقوال . غير أنه عليه السلام قد دعى ونبه وخوف من خلافه ، وصرح بكونه أولى بالبيعة من ملحيه [1] إليها ، وأحق الناس بمقام النبي صلى الله عليه وآله من القائم فيه . فأجابه المخلصون ، وهم رجلان : مستطيع للنصرة وهم الأقل الذين لا يتم بهم الانتصار ، ومن عداهم ذوو دين وورع وليسوا أهل حرب وقتال .
[1] كذا في النسخة ، ويحتمل أن يكون الصحيح : " ملجئيه " .
404
نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 404