نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 380
وهي وصفهم : بأنهم يحبون الله ويحبهم - وهذا يقتضي القطع على إيمانهم وعلو منزلتهم عند الله تعالى - وكونهم ذوي ذلة ورفق بأهل الإيمان ، وعزة وشديد وطي على الكفار ، مجاهدين في سبيل الله ، لا يخافون لومة لائم ، في شق مما وصفهم به سبحانه . فليثبتوا تكامل هذه الصفات لأبي بكر ليسلم لهم كونه المقاتل للمرتدين [1] ، وإن ثبت ذلك يغنهم عن الآية في المقصود ، وهيهات ، على أنا نتبرع ببيان خروج أبي بكر منها . فنقول : معلوم انهزامه والثاني له بخيبر ، وقول النبي صلى الله عليه وآله : لأعطين الراية غدا رجلا كرارا غير فرار يحب الله ورسوله والله ورسوله يحبانه ، فأعطاها عليا عليه السلام ، فاقتضى ذلك ثبوت محبته لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله ومحبتهما له ، والحكم له بالكر ، وانتفاء ذلك عنهما ، فخرجا عن مقتضى الآية . وبعد ، فإنه وصاحبه لم يكونوا من أهل الذلة على المؤمنين ، لغلظتهم على أهل بيت نبيهم عليهم السلام ، وعلى سعد بن عبادة والزبير وسلمان وبلال . وقد صرح أبو بكر بذلك فقال : وإذا عصيت فاجتنبوني [2] لا أمثل في أشعاركم وأبشاركم ، مع ما صنعه ببني حنيفة من غير استحقاق ، على ما بيناه . ووصف الصحابة عمر بالغلظة ، وثبوتها له بظاهر أفعاله . وحال عثمان بذلك وإقدامه بالضرر القبيح والاستخفاف بأهل الإيمان ظاهرة . ولا من أهل العزة على الكفار ولا المجاهدين باتفاق ، على خلو ذكرهم بنكاية في كافر أو عناء في شئ من مواقف الجهاد ، وثبوت ذلك أجمع لعلي عليه السلام وشيعته . فيجب خروجهم من مقتضاها ، وتوجهها إليه عليه السلام وإلى من اتبعه مخلصا في قتال المرتدين . ومنه : قوله تعالى : ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم
[1] في النسخة : " أن يقابل للمرتدين " . [2] في النسخة : " فتجيبوني " .
380
نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 380