responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي    جلد : 1  صفحه : 312


وصلاة أبي بكر لو كانت بأمر النبي صلى الله عليه وآله لم يكن فيها حجة ، لأنها لم تتم له ، لخروج النبي صلى الله عليه وآله باتفاق ، وعزله وتولى الصلاة بنفسه ، مع ما هو عليه من شديد المرض ، وذلك يدل على أن تقدمه لم يكن عن أمره فلذلك تلافاه ، أو بأمره ونسخه الله ، كقصة البراءة .
ولو سلم أن تقديمه للصلاة كان بأمره عليه السلام وأنه تولاها بنفسه - وإن كان فاسدا - لم يدل على الفضيلة فضلا عن الإمامة ، لصحة عقد الصلاة عندهم بالفاسق ، وعندنا بمن ظاهره العدالة وإن كان فاسقا عند الله ، ولأن النبي صلى الله عليه وآله والخلفاء عندهم من بعده قد قدموا للصلاة من لا يصلح للإمامة ولا يرشح لها ولا رشح باتفاق .
( بطلان خلافة القوم على مقتضى مذهبهم ) وأما فساد إمامة القوم على مقتضى مذاهب القائلين بها مع تقدير تسليمها فهو :
أنهم متفقون على أنه لا يصلح للإمامة إلا : الرجل ، الحر ، المسلم ، العدل ، العالم ، الشجاع ، السديد الرأي ، العابد ، الزاهد ، القرشي على رأي الجمهور ، فإذا تكاملت هذه الصفات لم تثبت إمامته إلا بنص من الله تعالى ، واختيار من كافة العلماء ، وتسليم من الباقين ، مستند إلى نص منه تعالى على صفة الاختيار والمختارين ، أو دعوة إلى نفس الموصوف ، ومتى اختل شئ من الصفات لم يصلح المرء للإمامة ، وإن دعي أو اختير لها لم تنعقد إمامته ، وإن تكاملت لشخص ولم يحصل نص عليه لاختيار ولا دعوة لم تنعقد إمامته ، وإن انعقدت بشئ من ذلك فوقع منه فسق انفسخ العقد وبطلت إمامة المعقود له .
ونحن بمشيئة الله وعونه نبين أن الصفات لم تتكامل لواحد من الثلاثة ، ثم نسلمها ونبين أنه لم يحصل على إمامته نص ولا اختيار ولا دعوة ، وأنه لو كانت صحيحة لكان قد وقع منهم في حال ولايتهم من القبائح ما يقتضي فسخها ، ونبين أنه لم يقم دليل على كون

312

نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي    جلد : 1  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست