نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 217
المشاركة له صلوات الله عليه وآله في جميع ذلك ، ولأنه لا أحد قال إن مراده بمولى أولى إلا قال بإيجاب طاعته عليه السلام على الجميع ، وعمومها للأحوال والأمور . والوجه الثاني : من الاستدلال : أن مجرد قوله عليه السلام : من كنت مولاه فعلي مولاه يدل على أنه عليه السلام أراد الأولى المفيد للإمامة - لما قررناه - من وجوه ثلاثة : منها : أن لفظ مولى حقيقة في الأولى ، لاستقلالها بنفسها ، ورجوع سائر الأقسام في الاشتقاق إليها ، لأن المالك إنما كان مولى لكونه أولى بتدبير رقيقه وبحمل جريرته ، والمملوك مولى لكونه أولى بطاعة مالكه ، والمعتق والمعتق كذلك ، والناصر لكونه أولى بنصرة من نصره ، والحليف لكونه أولى بنصرة حليفه ، والجار لكونه ولى بنصرة جاره والذب عنه ، والصهر لكونه أولى بمصاهره ، والإمام والورا [1] لكونه أولى بمن يليه ، وابن العم لكونه أولى بنصرة ابن عمه والعقل عنه ، والمحب المخلص لكونه أولى بنصرة محبه ومواده . وإذا كانت لفظة مولى حقيقة في الأولى وجب حملها عليها دون سائر أقسامها ، كوجوب ذلك في سائر الخطاب الجاري هذا المجرى . الثاني : أن لفظة مولى لو كانت مشتركة بين سائر الأقسام وغير مختصة . ببعضها لوجب حمل خطابه صلوات الله عليه وآله بها على جميع محتملاتها إلا ما منع منه مانع ، كوجوب مثل ذلك في خطاب مشترك فقدت الدلالة من المخاطب به على تخصص مراده ببعض محتملاته . الثالث : أنه عليه السلام جمع الخلق لهذا الأمر وأظهر من الاهتمام به ما لم يظهر منه في شئ مما أتى به ، ولا بد لذلك من غرض مثله ، لأن خلوه من غرض أو غرض مثله عبث وسفه ، ولا يجوز وصفه عليه السلام به .