نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 214
على أن لعدوله صلى الله عليه وآله بتشبيهه بهارون عن يوشع وجهين : أحدها : أن خلافة هارون منطوق بها في القرآن ومجمع عليها ، وخلافة يوشع مقصورة على دعوى اليهود العرية من حجة . الثاني : أنه عليه السلام قصد مع إرادة النص على علي عليه السلام بالإمامة إيجاب باقي المنازل الهارونية من موسى له منه : من النصرة وشدة الأزر والمحبة والاخلاص في النصيحة والتأدية عنه ، ولو شبهه بيوشع لم يفهم منه إلا الخلافة ، فلذلك عدل إلى تشبيهه بهارون عليه السلام . وأما خبر الغدير ، فدال على إمامته عليه السلام من وجهين : أحدهما : أنه صلوات الله عليه قرر المخاطبين بما له عليهم من فرض الطاعة بقوله : ألست أولى بكم منكم بأنفسكم ، فلا أقروا قال عاطفا من غير فصل بحرف التعقيب : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، وذلك يقتضي كون علي عليه السلام مشاركا له صلوات الله عليه وآله في كونه أولى بالخلق من أنفسهم ، وذلك مقتض لفرض طاعته عليهم ، وثبوتها على هذا الوجه يفيد إمامته بغير شبهة . إن قيل : دلوا على أن من جملة أقسام مولى أولى ، وأنها في الخبر مختصة به ، وأن أولى يفيد الإمامة . قيل : أما كون أولى من جملة أقسام مولى فظاهر في العربية ظهورا لا يدخل فيه [1] شبهة على أحد عرفها ، لثبوتها من جملة أقسامها ، وحصول النص منهم عليها ، كالمالك والمملوك ، ونص أهلها على كونها من جملة الأقسام كهما ، وقد نطق القرآن بذلك في قوله تعالى : ( مأواكم النار هي مولاكم ) [2] ، يريد : أولى