نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 213
عن الظاهر الذي لا يفهم من إطلاقه إلا بعد الوفاة ، كقوله صلى الله عليه وآله : لا ترجعوا بعدي كفارا . أو كقوله لعلي عليه السلام : ستغدر بك الأمة بعدي . وقوله : تقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين . في إفادة ذلك أجمع بعد الوفاة بغير إشكال . ولأن الخبر قد أفاد فرض الطاعة والإمامة ، فمنع ذلك من حمله على ما قالوه . ولأنه لا أحد قال إن الخبر يفيد الإمامة إلا قال بثبوتها بعد وفاته عليه السلام ، وقد دللنا على اختصاص إفادته لذلك . ولو سلم ما قالوه لاقتضى استحقاق علي عليه السلام الإمامة وفرض الطاعة في كل حال ، انتفت فيه النبوة من بعد ثبوتها له ، ولا يخرج من ذلك إلا ما أجمع عليه المسلمون . ولا يعترضنا قولهم : إن لفظ : منزلة لفظ توحيد ، وأنتم تحملونها على جملة منازل . لأن القائل قد يعبر عمن له عدة منازل من السلطان فيقول : منزلة فلان من السلطان جليلة ، وهو يريد الجميع ، ويوضح ذلك ثبوت الاستثناء مع قبح دخوله في لفظ الواحد ، إذ كان من حقه أن يخرج من الجملة ما تعلق به ويبقى ما عداه . وإذا ثبت أن لفظ : منزلة متناول لعدة منازل ، بدليل دخول الاستثناء الذي لا يدخل إلا على الجمل ، فكل من قال بذلك قال إن الخبر مفيد للإمامة . وليس لأحد أن يقول : إنه عليه السلام لو أراد الخلافة لشبهه بيوشع . لأنا قد بينا دلالة الخبر على الخلافة مع تشبيهه بهارون ، فاقتضى ذلك سقوط السؤال ، إذ كان الاقتراح في الأدلة باطل .
213
نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 213