responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي    جلد : 1  صفحه : 211


استثناؤها يقتضي استثناء المنازل الثابتة بها ، ( وإلا ) لم يكن في كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فائدة ، لأنه لا يبقى شئ من منازل هارون يصح إثباته لعلي عليه السلام حسب ما تضمنه لفظ النبي ودل منه على مراده ، وذلك مما لا يصح وصفه به .
فلم يبق إلا القول بثبوت منازل هارون له بعد النبوة أو بها ، وليس في استثنائها استثناء المنازل ، ليصح مقصود النبي صلى آله عليه وآله وسلم .
وليس لأحد أن يقول : المحبة والنصرة غير موجبين عن النبوة كالخلافة وفرض الطاعة الثابتين عنها ، فإذا استثناها باستثناء مقتضيهما بقيت المحبة والنصرة ، فتخصص مراده بهما ، وذلك يخرج كلامه عليه السلام عن العبث .
لأن المحبة والنصرة كالخلافة وفرض الطاعة في صحة كونهما موجبين عن النبوة ، كصحة كون الخلافة وفرض الطاعة ثابتين بغير النبوة ، إذا كانت هذه القضية واجبة فمطلق قوله صلى الله عليه وآله وسلم يتناول جميع المنازل الهارونية ، إلا ما استثناه من النبوة التي لا يدل استثناوها على استثناء بعض المنازل دون بعض ، لصحة استحقاق الكل بها ، وخروج ثبوت الجميع عن مقتضاها ، فلو أراد بعض ما عدا المستثنى لوجب عليه بيانه ، وفي إطلاقه صلى الله عليه وآله وإمساكه عن الإبانة بتخصيص مراده ببعض المنازل دليلا على إرادته الجميع .
وأيضا فإن المحبة والنصرة معلوم ضرورة لكل سامع مقبر بالنبوة ومنكر لها ثبوتها لعلي من النبي صلوات الله عليهما ، فلا فائدة أيضا إذا في إعلام ما لا يدخل في معلومه شبهة .
على أن ذلك لو صح أن يكون مرادا - مع بعده - وقصده النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لنص عليه خاصة ، ولم يحتج إلى إطلاق لفظ موهم له ولغيره مع عدم الإبانة .

211

نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست