نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 178
معجزات الأنبياء عليهم السلام ، ولا يمنع من كونها مثبتة لهم بالنبوة ، لأن الباعث على النظر في المعجز هو الخوف من فوت المصالح ، وذلك حاصل في مدعي الإمامة والصلاح كمدعي النبوة ، فيجب كون الناظر مدعوا مع الجميع . فأما كونه مبينا ، فإنما يبين الصادق من الكاذب ، ثم يرجع الناظر إلى قوله المؤيد به قاطعا على صدقه آمنا من دعواه النبوة وليس بنبي ، أو الإمامة مع كونه صالحا حسب ، لكون المعجز مؤمنا من ذلك . وأيضا فإنا نعلم ظهور الآيات على من ليس بنبي ولا إمام ، كمريم وأم موسى . أما مريم ، فنطق المسيح عليه السلام حين الوضع وفي المهد عقيب دعواها البراءة مما قذفت به ، ومعاينتها الملك مبشرا لها عن الله تعالى بما يفتقر معه إلى معجز لتعلم كونه رسولا لله سبحانه إليها ، ونزول الرزق عليها من السماء وهي في كفالة زكريا عليه السلام . وأما أم موسى ، فإخباره سبحانه بالإيحاء إليها ، والوحي معجز ولأن إلقائها موسى في اليم واثقة برجوعه إليها يقتضي علمها بصحة الوعد ، وذلك لا يمكن إلا بالمعجز وإذا كان ظهور المعجز على من ليس بنبي واجبا في حال وجائزا في آخر وحاصلا في آخر ، ووجدنا الناقلين من الشيعة جماعة لا يجوز عل بعضهم الكذب في المخبر الواحد - على ما نبينه فيما بعد - ينقلون هذه المعجزات خلفا عن سلف ، حتى يتصلوا في النقل عن الطبقات التي لا يتقدر في خبرها الكذب لمن شاهدها ظاهرة على أيدي الحجج المذكورين عليهم السلام ، ثبت كونها واقتضى ذلك إمامتهم عليهم السلام .
178
نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 178