والعبارة موجودة فيه ج 4 : 223 . لكن في « العبر » للحافظ الذهبي ، أثنى على الشريف المرتضى ، ولم يتعرّض لكتاب نهج البلاغة ، فقال فيمن توفّي سنة 436 : « والشريف المرتضى نقيب الطالبيّين وشيخ الشيعة ورئيسهم بالعراق ، أبو طالب : علىّ بن الحسين بن موسى الحسيني الموسوي ، وله 81 سنة ، وكان إماماً في التشيّع والكلام والشعر والبلاغة ، كثير التصانيف متبحّراً فيفنون العلم . أخذ عن الشيخ المفيد ، وروى الحديث عن سهل الديباجي الكذّاب ، وولي النقابة بعده ابن أخيه عدنان ابن الشريف الرضي » [1] . وفي « سير أعلام النبلاء » للحافظ الذهبي أيضاً ، ترجم له فقال : « هو جامع كتاب نهج البلاغة » ثمّ قال : « وقيل : بل جمع أخيه الشريف الرضي » [2] فعلّق عليه الناشرون له : « وهذا هو المشهور » . وهذه الاضطرابات في التشكيكات تكشف عن أنّ الغاية منها ليس إلاّ تضعيف الكتاب بكلّ وسيلة ، وليس إلاّ لأنّهم منزعجون من الخطبة الشقشقية . . ولذا تراه يقول في « الميزان » موضّحاً علّة الجزم بكون الكتاب مكذوباً : « ففيه السبّ الصرّاح . . . » ويقول في « سير أعلام النبلاء » : « المنسوبة ألفاظه إلى الإمام عليّ رضي الله عنه ، ولا أسانيد لذلك ، وبعضها باطل ، وفيه حقّ ، ولكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النطق بها » . ولا يخفى الفرق بين العبارتين في الكتابين حول الكتاب ، وهذا دليل آخر
[1] العبر في خبر من غبر 2 : 272 . [2] سير أعلام النبلاء 17 : 589 .