6 - وأمّا أنّ « نهج البلاغة » هو للسيّد شريف الرضي ، فهذا هو الثابت الواقع ، بالأدلّة المتينة والشواهد القويمة ، وباعتراف السابقين واللاحقين من العلماء من مختلف فرق المسلمين . وأوّل من شكّك في المقام هو : قاضي القضاة ابن خلّكان ، صاحب « وفيات الأعيان » وتبعه بعض المتأخّرين عنه كالذهبي والصفدي وأمثالهما . قيل : « وأمّا المتّهم - عند المحدّثين - بوضع النهج فهو أخوه عليّ . قال في الميزان : عليّ بن الحسين العلوي الشريف المرتضى المتكلّم الرافضي المعتزلي ، صاحب التصانيف ، حدّث عن سهل الديباجي والمرزباني وغيرهما . وولي نقابة العلويّة . ومات سنة 436 عن 81 سنة ، وهو المتّهم بوضع نهج البلاغة ، وله مشاركة قويّة في العلوم . ومن طالع كتابه نهج البلاغة جزم بأنّه مكذوب على أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه ، ففيه السبّ الصراح والحطّ على السيّدين : أبي بكر وعمر ، رضي الله عنهما . وفيه من التناقض والأشياء الركيكة والعبارات التي من له معرفة بنفس القرشيّين الصحابة وبنفس غيرهم ممّن بعدهم من المتأخّرين ، جزم بأنّ الكتاب أكثره باطل . رياض الجنّة لمقبل الوادعي 162 - 163 » . أقول : أمّا مقبل الوادعي فلا أعرفه ، وما أدري لماذا نقل عبارة الميزان بواسطته . و ( الميزان ) هو : « ميزان الاعتدال في نقد الرجال » للحافظ الذهبي ،