يتعرّض لقضيّة السند أبداً ، مع أنّه كان ينبغي أن يتعرّض لهذه القضيّة أوّلا فإذا صحّ السند نظرنا في المتن » . أقول : كأنّ هذا القائل لم ير بعينه كلمة هذا الشيخ الصريحة في أنّ أحداً لم يشكّ في أنّ أكثر ما تضمّنه نهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين عليه السلام . . . وستأتي عبارته ، مع التنبيه على السبب في تعبيره ب « الأكثر » . وعلى كلّ حال ، فإنّ ذكر هذا الشيخ وغيره الأوهام المشكّكة في « نهج البلاغة » من تلك الجهات ، هو من خير الأدلّة على ثبوت الكتاب وصحّة نسبته ، لأنّهم يعلمون أنّ التطرّق إلى هذه الأمور إنّما يكون بعد الفراغ من البحث السندي . 3 - وإنّ ما حواه كتاب « نهج البلاغة » قد ثبت وتحقّق وجوده في كتب العلماء المتقدّمين على مؤلّفه ، من شيعة وسنّة [1] . 4 - نعم ، يصعب عليهم قبول ( الخطبة الشقشقيّة ) . . والظنّ الغالب أنّه لولا وجودها في نهج البلاغة لما شكّك المتشكّكون منهم في نسبة شيء من الخطب والكتب والكلمات المرويّة فيه إلى أمير المؤمنين عليه السلام . قيل : « ومن قرأ خطبته المعروفة بالشقشقيّة جزم أنّه لا يمكن لمن هو في مثل مقام عليّ - رضيالله عنه - أن يقول ذلك ، فإنّ هذا ممّا يتعارض مع ما صحّ عنه من
[1] يراجع بهذا الصدد كتاب : « مصادر نهج البلاغة » .