وأمّا قوله : « إنّ الأئمّة الّذين يزري بهم وبأتباعهم كلّ يجلّ الآخر ويعترف بعلمه وفضله » ففيه : أوّلا : إنّا لم نجد في كلمات السيّد إزراءً بأحد . وثانياً : إنّ ما في كتب تراجم علمائهم وسير رجالهم ممّا يكذّب دعوى « كلّ يجلّ الآخر . . . » كثير . . . ولو شئت أن أذكر لذكرت ، لكن يطول بنا المقام ، ويكفيك إن تعلم أن مالكاً كان يتكلّم في أبي حنيفة كما ذكره الحافظ الخطيب في عداد من كان يتكلّم فيه ويردّ عليه ( تاريخ بغداد 13 : 400 ) وأنّ مالكاً نفسه تكلّم فيه أحمد بن حنبل ( العلل ومعرفة الرجال 1 : 511 ) وآخرون أيضاً ( كما في تاريخ بغداد 1 : 224 وجامع بيان العلم - للحافظ ابن عبد البرّ المالكي 2 : 395 ) وكان من الفقهاء من يتكلّم في الحنابلة ، ويبالغ في ذمّهم ، فدسّ الحنابلة عليه سمّاً ، فمات هو وزوجته وولد له صغير ! ! ( العبر 3 : 52 ، شذرات الذهب 4 : 224 ، الوافي بالوفيات 1 : 280 رقم 182 ) ومنهم من كان يقول : لو كان لي أمر لأخذت الجزية من الشافعيّة ( لسان الميزان 5 : 402 ) . * قال السيّد : في آخر المراجعة مخاطباً الشيخ : « ما هكذا الظنّ بكم ولا المعروف من مودّتكم في القربى » .