بهم وبأتباعهم كلّ منهم يجلّ الآخر ، ويعترف بعلمه وفضله ، فالشافعي أخذ عن مالك ، وأخذ عن محمّد بن الحسن تلميذ أبي حنيفة ، وأحمد أخذ عن الشافعي . ولم يزل المسلمون يأخذون بعضهم عن بعض ، المالكي عن الشافعي ، والحنفي عن المالكي ، والحنبلي عن الشافعي . وكلّ منهم عن آخر ، فهل نظرة هذا المفتري وأمثاله إلى هؤلاء وأتباعهم هي نظرة بعضهم إلى بعض ؟ » . أقول : كأنّ الرجل لا يفهم مراد السيّد ! أو لا يريد أن يفهمه ! إنّ السيّد يقول : لينظر كلّ من أصحاب المذاهب الأربعة إلى شيعة آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم كنظر بعضهم إلى بعض . أي : فكما يرى الشافعيّة أنّ مذهب الحنفية مذهب من مذاهب المسلمين ، ويرى الحنفيّة المالكية كذلك . . . وهكذا . . . فلينظروا إلى مذهب شيعة آل محمّد كذلك ، فإذا نظروا إليهم بهذه النظرة ، وكانت المذاهب كلّها من دين الاسلام اجتمع شمل المسلمين وانتظم عقد اجماعهم ، لأنّه حين يرى شيعة آل محمّد أنّ أرباب المذاهب الأربعة ينظرون إليهم كنظر بعضهم إلى بعض ، فإنّهم أيضاً سينظرون إليهم بتلك النظرة . وقد أوضح السيّد - رحمه الله - مقصوده من « النظر » في عباراته اللاّحقة فقال فيها : « فإذا جاز أن تكون المذاهب أربعة ، فلماذا لا يجوز أن تكون خمسة ؟ ! » . وتلخّص : أنّ تحقّق « المهمّة » ليس موقوفاً على عدول أحد الجانبين إلى الآخر ، بل يكفي لتحقّقها قبول أهل السُنّة لأن تكون المذاهب خمسة . وحينئذ ، فلو تباحث في هذا الظرف شيعي وسنّي على أصل من الأصول ،