أقول : ذكر السيّد في جواب الشيخ نقطتين مهمّتين للوصول إلى تلك المهمّة : الأولى : إنّ لمّ شعث المسلمين ليس موقوفاً على عدول الشيعة عن مذهبهم ، ولا على عدول السنّة عن مذهبهم . وفي هذا ردّ على بعض الكُتّاب المعاصرين من أهل السُنّة ، وقول بعضهم بأنّ المهمّة لا تتحقّق إلاّ بعدول الشيعة عن مذهبهم ، وقول البعض الآخر : بأنّ الشيعة يريدون من أهل السُنّة العدول عن مذهبهم بحجّة تحقيق لمّ شعث المسلمين . والثانية : إنّ تكليف الشيخ وغيره الشيعة بالأخذ بمذاهب الجمهور ، وعدولهم عن مذهبهم - لو دار الأمر بين عدولهم وعدول الجمهور - في غير محلّه ، لأنّ توجيه التكليف بذلك - في الفرض المذكور - إلى أحدهما دون الآخر يحتاج إلى مرجّح ، وتكليف الشيعة دون غيرهم ترجيح بلا مرجح ، بل ترجيح للمرجوح ، بل تكليف بغير المقدور . نعم ، لا ريب في أنّ أهل السُنّة أكثر عدداً من الشيعة ، ولكنّ الأكثرية العددية لا تكون دليلاً على الحقية فضلا عن الأحقّيّة ، وإلاّ لزم أن يكون الحقّ مع غير المسلمين ، لأنهم أكثر عدداً منهم في العالم ، وهذا باطل ، مضافاً إلى الأدلّة والشواهد من الكتاب والسنّة . قيل : « ولم لا تكون المقابلة كاملةً ، فيكون تكليف أهل السُنّة بذلك ترجيح [1]