أقول : أمّا أنّ كلام السيّد يوحي بأنّ « أئمّة المذاهب الأربعة » يناصبون العداء لأئمّة أهل البيت . فإنّ كان المراد خصوص « الأئمّة الأربعة » فكلام السيّد لا يوحي بذلك ، وإن كان مالك بن أنس معدوداً في الخوارج - كما في بعض المصادر [1] - ، وهم أعداء أمير المؤمنين عليه السلام . وإن كان المراد سائر أئمّة المذاهب الأربعة فقد كان بينهم من يناصب العداء لآل الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم . وأمّا أنّ كلامه يوحي بأن « الأئمّة الأربعة » يسيرون على غير مذهب أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، وأنّه يشير إلى أنّ أهل السُنّة قد خالفوا الأئمّة . . . فهذا واضح جدّاً ولا سبيل إلى إنكاره . لأنّ أئمّة المذاهب يدّعون لأنفسهم الاجتهاد في الدين ، فيفتون ويعملون بما يرتأون ، فهم يسيرون على مذاهبهم ، وهي مغايرة لمذهب أهل البيت في كثير من المسائل ، ويتّبعهم جمهور أهل السُنّة لكونهم - في الأغلب - مقلّدين لهم . . . قال ابن تيميّة : « وأمّا الكتاب المنقول عن عليّ ففيه أشياء لم يأخذ بها أحد من العلماء » [2] . قال : « وقد جمع الشافعي ومحمّد بن نصر المروزي كتاباً كبيراً في ما لم يأخذ به المسلمون من قول عليّ ، لكون قول غيره من الصحابة أتبع للكتاب