المتعصّبين يقدح في الرجل إذا كان شيعيّاً - أي يفضّل عليّاً عليه السلام على غيره من الصحابة - ويكره الرواية عنه ، حتّى وإن كان من الصحابة ، مع أنّ المشهور فيما بين أهل السنّة عدالة الصحابة أجمعين ! قال الحافظ ابن حجر بترجمة « عامر بن واثلة أبو الطفيل الليثي المكّي » : « قال ابن عديّ : كان الخوارج يرمونه باتّصاله بعليّ وقوله بفضله وفضل أهل بيته ، وليس بحديثه بأس . وقال ابن المديني : قلت لجرير : أكان مغيرة يكره الرواية عن أبي الطفيل ؟ قال : نعم . وقال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه : مكّي ثقة . وكذا قال ابن سعد وزاد : كان متشيّعاً . قلت : أساء أبو محمّد بن حزم فضعّف أحاديث أبي الطفيل وقال : كان صاحب راية المختار الكذّاب . وأبو الطفيل صحابي لا شكّ فيه ، لا يؤثّر فيه قول أحد ، ولا سيّما بالعصبيّة والهوى » [1] . قلت : فالحمد لله الذي أجرى على لسان مثل ابن حجر العسقلاني أنّ ابن حزم يتكلّم « بالعصبيّة والهوى » وقد حطّ على هذا الرجل أبو بكر ابن العربي . وقال أبو العبّاس ابن العريف الصالح الزاهد : « لسان ابن حزم وسيف الحجّاج شقيقان » . وقال مؤرّخ الأندلس أبو مروان ابن حبّان : « وممّا يزيد في بغض الناس له تعصّبه لبني أميّة ، ماضيهم وباقيهم ، واعتقاده بصحّة إمامتهم ، حتّى نسب إلى