يعقوب . وقال ابن حبّان : كان رافضيّاً داعيةً . وقال صالح بن محمّد : كان يشتم عثمان رضي الله عنه . قلت : روى عنه البخاري في كتاب التوحيد حديثاً واحداً مقروناً ، وهو حديث ابن مسعود : أيّ العمل أفضل ؟ وله عند البخاري طرق أخرى من رواية غيره » [1] . وقال الذهبي بترجمة « أبان بن تغلب » : « شيعي جلد ، لكنّه صدوق ، فلنا صدقه وعليه بدعته ، وقد وثّقه أحمد بن حنبل وابن معين وأبو حاتم . وأورده ابن عديّ وقال : كان غالياً في التشيّع . وقال السعدي : زائغ مجاهر . فلقائل أن يقول : كيف ساغ توثيق مبتدع ، وحدُّ الثقة العدالة والإتقان ؟ ! فكيف يكون عدلاً من هو صاحب بدعة ؟ ! وجوابه : إنّ البدعة على ضربين ، فبدعة صغرى ، كغلوّ التشيّع ، أو كالتشيّع بلا غلوّ ولا تحرف ; فهذا كثير في التابعين وتابعيهم ، مع الدين والورع والصدق ; فلو ردّ حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبويّة ، وهذه مفسدة بيّنة » [2] . أقول : وعلى هذا الأساس أيضاً تسقط مناقشات بعض الكتّاب في أسانيد الأحاديث التي يستدلّ بها الشيعة الاثنا عشرية من كتب أهل السنّة . . لكنّ بعض
[1] مقدمة فتح الباري : 410 . [2] ميزان الاعتدال 1 : 5 .