لواء الصناعة ، ومقدّم أهل السنّة والجماعة » [1] . فهذه عبارة السبكي ، ولم يصرّح باسم القائل بذلك وهو الذهبي ، لكنّ المنّاوي صرّح باسمه ، واتّهمه بالغضّ والغرض من أهل السنّة ، وكأنّه ليس الذهبي من أهل السنّة ! ! فقال بترجمة البخاري : « زين الأمّة ، افتخار الأئمّة ، صاحب أصحّ الكتب بعد القرآن ، ساحب ذيل الفضل على مرّ الزمان ، الذي قال فيه إمام الأئمّة ابن خزيمة : ما تحت أديم السماء أعلم منه . وقال بعضهم : إنّه آية من آيات الله يمشي على وجه الأرض . قال الذهبي : كان من أفراد العالم ، مع الدين والورع والمتانة . هذا كلامه في الكاشف . ومع ذلك غلب عليه الغضّ من أهل السنّة فقال في ( كتاب الضعفاء والمتروكين ) : ما سلم من الكلام لأجل مسألة اللفظ ، تركه لأجلها الرازيّان . هذه عبارته ، وأستغفر الله تعالى . نسأل الله السلامة ، ونعوذ به الخذلان » [2] . * ونستفيد من هذه القضيّة أموراً : 1 - ما ذكرناه سابقاً من أنّه لو اشترط - في صحّة استدلالاتنا بأخبار القوم وأقوالهم - كون الخبر معتبراً عند جميعهم ، أو كون راويه موثّقاً عند كلّهم . . لانسدّ باب البحث ، لعدم وجود هكذا خبر أو راو فيما بينهم . 2 - إنّ البخاري ومسلماً مجروحان عند جماعة من الأئمّة ، فتكون روايتهما في كتابيهما - كسائر الكتب والروايات - خاضعة لموازين الجرح