كقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم لبريدة بن الحصيب عندما شكا عليّاً عليه السلام : « يا بريدة ! لا تبغض عليّاً فإنّه منّي وأنا منه » ولعموم المسلمين في تلك القصة : « عليّ منّي وأنا من عليّ ، وهو وليكم من بعدي » [1] . وقوله وقد سئل عن بعض أصحابه ، فقيل : فعلي ؟ ! قال : « إنّما سألتني عن الناس ولم تسألني عن نفسي » [2] . وقوله : « خُلقت أنا وعليّ من نور واحد » . وقوله : « خُلقت أنا وعليّ من شجرة واحدة » [3] . وقوله - في جواب قول جبرئيل في أحد : يا محمّد ! إنّ هذه لهي المواساة - : « يا جبرئيل ، إنّه منّي وأنا منه . فقال جبرئيل : وأنا منكما » [4] . أقول : وستأتي أحاديث أخر فيما بعد ، إن شاء الله . وممّا يستدل به أيضاً : قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « فاطمة بضعة منّي . . . » حيث استدلّ به بعض أئمة القوم على أن من سبّها يكفر [5] وقال غير واحد من ائمّتهم بأفضليّة فاطمة على أبي بكر وعمر ، لكونها بضعة من النبيّ
[1] هذا حديث الولاية ، وقد بحثنا عنه بالتفصيل سنداً ودلالةً في الجزء الخامس عشر من كتابنا الكبير « نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار » . [2] كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب : 155 . [3] حديث النور ، وحديث الشجرة ، بحثنا عنهما بالتفصيل سنداً ودلالةً في الجزء الخامس من كتابنا الكبير « نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار » . [4] المعجم الكبير 1 : 318 / 941 ، مجمع الزوائد 6 : 114 عن الطبراني و 122 ، عن البزار ، تاريخ الطبري 2 : 514 ، الكامل في التاريخ 2 : 154 ومصادر أُخرى في التاريخ والحديث . [5] فتح الباري 7 : 84 ، مرقاة المفاتيح 5 : 592 .