أقول : فكان أهل البيت عليهم السلام شركاء مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في هذا التأثير العظيم ، وهذه مرتبة لم يبلغ عشر معشارها غيرهم من الأقرباء والأصحاب . وعلى الجملة ، فإنّ المباهلة تدلّ على أفضلية أمير المؤمنين عليه السلام بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، والأفضل هو المتعيّن للإمامة بالإتّفاق من المسلمين ، كما اعترف به حتّى مثل ابن تيميّة [1] . ونتيجة الإستدلال بالآية المباركة وما فعله النبيّ وقاله ، هو أنّ الله عزّ وجلّ أمر رسوله بأن يسمي عليّاً نفسه كي يبين للناس أن عليّاً هو الذي يتلوه ويقوم مقامه في الإمامة الكبرى والولاية العامّة ; لأن غير الواجد لهذه المناصب لا يأمر الله رسوله بأن يسمّيه نفسه . هذا ، وفي الآية دلالة على أنّ « الحسنين » ابنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وهذا ما نصّ عليه غير واحد من أكابر القوم [2] . وقد جاء في الكتب أنّ عليّاً عليه السلام كان الكاتب لكتاب الصلح [3] وأنّه توجه بعد ذلك إلى نجران بأمر النبيّ لجمع الصّدقات ممّن أسلم منهم وأخذ الجزية ممّن بقي منهم على دينه [4] . ثمّ إن أصحابنا يعضّدون دلالة الآية الكريمة على المساواة بعدة من الروايات :
[1] نصّ عليه في مواضع من منهاجه ، انظر مثلا : 6 : 475 و 8 : 228 . [2] تفسير الرازي وغيره من التفاسير ، بتفسير الآية . [3] السنن الكبرى للبيهقي 10 : 120 ، وغيره . [4] شرح المواهب اللدنّية 4 : 43 .