وكثر الكلام والحجاج بينهم ، وتلا عليهم القرآن ، وقال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : إن أنكرتم ما أقول لكم فهلمّ أباهلكم ، فانصرفوا على ذلك . فغدا عبد المسيح ورجلان من ذوي رأيهم على رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، فقال : قد بدا لنا أن لا نباهلك ، فاحكم علينا بما أحببت نعطك ونصالحك ، فصالحهم على . . . وأشهد على ذلك شهوداً ، منهم : أبو سفيان بن حرب ، والأقرع بن حابس ، والمغيرة بن شعبة . فرجعوا إلى بلادهم ، فلم يلبث السيّد والعاقب إلاّ يسيراً حتّى رجعا إلى النبيّ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، فأسلما ، وأنزلهما دار أبي أيّوب الأنصاري . وأقام أهل نجران على ما كتب لهم به النبيّ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم حتّى قبضه الله . . . » [1] . * وقال الطبري - في ذكر الوفود في السنة العاشرة - : « وفيها قدم وفد العاقب والسيّد من نجران ، فكتب لهما رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم كتاب الصلح » [2] . ثمّ قال في خروج الأمراء والعمّال على الصدقات : « وبعث علىّ بن أبي طالب إلى نجران ليجمع صدقاتهم ويقدم عليه بجزيتهم » [3] . * وقال ابن الجوزي : « وفي سنة عشر من الهجرة أيضاً قدم العاقب والسيّد من نجران ، وكتب لهم رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم كتاب
[1] الطبقات الكبرى 1 : 357 - 358 . [2] تاريخ الطبري 3 : 139 . [3] تاريخ الطبري 3 : 147 .