تضمّنه الكتاب الذي كتبه صلّى الله عليه وآله وسلّم لهم ، ومن ذلك : ألفا حلّة « في كلّ رجب ألف ، وفي كلّ صفر ألف » وهذه هي الجزية ، وعليها جرى أبو بكر وعمر ، حتّى جاء عثمان فوضع عنهم بعض ذلك ! وكان مما كتب : « إنّي قد وضعت عنهم من جزيتهم مائتي حلّة لوجه الله » ! [1] . ثمّ إنّ رجوعهما إلى قومهما كان في بقيّة من شوال أو ذي القعدة [2] فأين رجب ؟ ! وأين صفر ؟ ! فما ذكره الحافظ رفعاً للتعارض ساقط . ولعلّه من هنا لم تأت هذه الجملة في رواية مسلم ، فقد روى الخبر عن أبي إسحاق ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة ، قال : « جاء أهل نجران إلى رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم فقالوا : يا رسول الله ! ابعث إلينا رجلا أمينا ، فقال : لأبعثنّ إليكم رجلا أمينا . . . » [3] . ثمّ إنّه قد تعددت أحاديث القوم في « أمانة أبي عبيدة » حتّى أنّهم رووا بلفظ « أمين هذه الأمّة أبو عبيدة » ، وقد تكلّمنا على هذه الأحاديث من الناحيتين - السند والدلالة - في كتابنا الكبير بالتفصيل [4] . * ابن سعد ، فإنّه ذكر تحت عنوان « وفد نجران » : كتب رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم إلى أهل نجران ، فخرج إليه وفدهم ، أربعة عشر رجلاً من أشرافهم نصارى ، فيهم العاقب وهو عبد المسيح . . . ودعاهم إلى الإسلام ، فأبَوا ،
[1] فتوح البلدان : 77 . [2] عيون الأثر 2 : 327 ، وغيره . [3] صحيح مسلم 4 : 227 / 2420 . [4] نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار 11 : 315 - 338 .