يلاعناه » فلابد وأن حدث شيء ؟ « فقال أحدهما لصاحبه . . . » فما الذي حدث ؟ ! ! لقد أشار الحافظ ابن حجر في شرحه إلى نزول الآية وخروج النبيّ للملاعنة بأهل البيت عليهم السلام ، لكنها إشارة مقتضبة جدّاً ! ! ثمّ قال : « قالا : إنّا نعطيك ما سألتنا » والنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يسال شيئاً ، وإنّما دعاهما إلى الإسلام وما جاء به القرآن ، فأبيا ، فآذنهم بالحرب ، فطلبا منه الصلح وإعطاء الجزية ، فكتب لهما بذلك وكان الكاتب عليّاً عليه السلام . ثمّ إنّ البخاري - بعد أن حذف حديث المباهلة وأراد إخفاء فضل أهل الكساء - وضع فضيلةً لأبي عبيدة ، بأنّهما قالا للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم : « ابعث معنا رجلا أميناً » فبعث معهم أبا عبيدة بن الجرّاح . . . لكن في غير واحد من الكتب أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أرسل إليهم عليّاً عليه السلام ، وهذا ما نبّه عليه الحافظ وأراد رفع التعارض ، فقال : « وقد ذكر ابن إسحاق أن النبيّ بعث عليّاً إلى أهل النجران ليأتيه بصدقاتهم وجزيتهم ، وهذه القصّة غير قصة أبي عبيدة ، لأنّ أبا عبيدة توجّه معهم فقبض مال الصلح ورجع ، وعليّ أرسله النبيّ بعد ذلك يقبض منهم ما استحقّ عليهم من الجزية ويأخذ ممّن أسلم منهم ما وجب عليه من الصدقة . والله أعلم » [1] . قلت : ولم أجد في روايات القصّة إلاّ أنّهما « أقرّا بالجزية » ، التزما بدفع ما