< شعر > متى ما تقد بالباطل الحقّ بابه * وإن قدرت بالحقّ الرواسي ينقد إذا ما أتيت الأمر من غير بابه * ضلت وإن تقصد إلى الباب تهتد < / شعر > ثمّ استقبل السيّد والعاقب والقسّيسين والرهبان وكافّة نصارى نجران بوجهه ، لم تخلّط معهم غيرهم ، فقال : سمعاً سمعاً يا أبناء الحكمة ، وبقايا حملة الحجّة ، إنّ السعيد والله من نفعته الموعظة ، ولم يعش عن التذكرة ، ألا وإنّي أنذركم وأذكركم قول مسيح الله عزّ وجلّ . ثمّ شرح وصيّته ونصّه على وصيّه شمعون بن يوحنّا ، وما يحدّث على أمّته من الافتراق ، ثمّ ذكر عيسى عليه السلام ، وقال : إنّ الله جلّ جلاله أوحى إليه : فخذ يا بن أمَتي كتابي بقوّة ، ثمّ فسّره لأهل سوريا بلسانهم ، وأخبرهم إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا الحيّ القيّوم ، البديع الدائم ، الذي لا أحول ولا أزول ، وإنّي بعثت رسلي وأنزلت كتبي رحمةً ونوراً وعصمةً لخلقي ، ثمّ إنّي باعث بذلك نجيب رسالتي ، أحمد ، صفوتي من برّيتي ، البارقليطا عبدي ، أرسله في خلق من الزمان ، أبتعثه بمولده فاران ، من مقام أبيه إبراهيم عليه السلام ، أنزل عليه توراةً حديثةً ، أفتح بها أعيناً عمياً ، وآذاناً صمّاً ، وقلوباً غلفاً ، طوبى لمن شهد أيّامه ، وسمع كلامه ، فآمن به واتبع النور الذي جاء به . فإذا ذكرت يا عيسى ذلك النبيّ فصلّ عليه فإنّي وملائكتي نصلّي عليه . قال : فما أتى حارثة بن أثاك على قوله هذا حتّى أظلمّ بالسيّد والعاقب مكانهما ، وكرها ما قام به في الناس معرباً ومخبراً عن المسيح عليه السلام بما أخبر وأقدم من ذكر النبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، لأنّهما كانا قد أصابا بموضعهما من دينهما شرفاً بنجران ، ووجهاً عند ملوك النصرانية جميعاً ، وكذا عند سوقتهم ، وعربهم في البلاد ، فأشفقا أن يكون ذلك سبباً لانصراف قومهما