منعك أن تسبّ أبا تراب ؟ ! قال : أمّا ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ له رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم فلن أسبّه . . . فذكر هذا الحديث ، وقوله لأعطينّ الراية رجلا يحبّه الله ورسوله . . . وقوله : لما نزلت ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ) دعا عليّاً وفاطمة والحسن والحسين فقال : اللّهمّ هؤلاء أهلي » [1] . تنبيه : الملاحظ أنّهم يروون كلام سعد في جواب معاوية بأشكال مختلفة مع أنّ السند واحد ، والقضيّة واحدة ! ! بل يرويه المحدّث الواحد في الكتاب الواحد بأشكال ، فاللفظ الذي ذكرناه عن النسائي هو أحد ألفاظه . وبينما رواه بلفظ آخر عن بكير بن مسمار ، قال : سمعت عامر بن سعد يقول : قال معاوية لسعد بن أبي وقّاص : ما منعك أن تسبّ ابن أبي طالب ؟ ! قال : لا أسبّه ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ رسول الله عليه [ وآله ] وسلّم لأنْ يكون لي واحدة منهنّ أحبّ إلي من حمر النعم ، لا أسبّه ما ذكرت حين نزل الوحي عليه ، فأخذ عليّاً وابنيه وفاطمة ، فأدخلهم تحت ثوبه ثمّ قال : ربّ هؤلاء أهل بيتي - أو : أهلي - . . . » [2] .
[1] فتح الباري بشرح صحيح البخاري 7 : 60 . [2] خصائص أمير المؤمنين : 90 / 54 .