قال : حبّ أبي بكر وعمر إيمان وبغضهما نفاق . وروى ابن عساكر ، عن جابر : أنّ النبيّ قال : حبّ أبي بكر وعمر من الإيمان ، وبغضهما كفر . وروى الترمذي أنّه أتي بجنازة إلى رسول الله فلم يصلّ عليه وقال : إنّه كان يبغض عثمان فأبغضه الله » . ثمّ إنّه التفت إلى عدم جواز إلزام الإماميّة بما اختصّ أهل السُنّة بروايته ، فأجاب قائلا : « إنّه وإن كانت هذه الأخبار في كتب أهل السُنّة فقط ، لكن لمّا كان الشيعة يقصدون إلزام أهل السُنّة بروايتهم فإنّه لا بدّ من لحاظ جميع روايات أهل السُنّة ، ولا يصحّ إلزامهم برواية منها . وإن ضيّقوا على أهل السُنّة ، أمكن إثبات وجوب محبّة الخلفاء الثلاثة من كتاب الله وأقوال العترة ، فقوله تعالى : ( يحبّهم ويحبونه ) نزل - بالإجماع - في حقّ المقاتلين للمرتدّين ، وقد كان الثلاثة أئمّة هؤلاء المقاتلين ، ومن أحبّه الله وجبت محبّته . وعلى هذا القياس » ! هذا آخر كلام الدهلوي [1] . أقول : إنّ من الواضح عدم جواز إلزام الخصم إلاّ بما يرويه خاصّةً أو ما اتّفق الطرفان على روايته ، هذا إذا كان الخبر المستدلّ به معتبراً عند المستدلّ ، فإن لم يكن الخبر معتبراً حتّى عند المستدلّ به فكيف يجوز له إلزام الطرف الآخر به ؟ !