فسقط المسدّس من يده ، وأتبعتُ الركلة بضربات عنيفة بالحذاء على رأسه ووجهه ، وعلت صيحة نسائنا في الدار ، فملئت الطريق خلف الباب ، فإذا الرهبة تتولّى هزيمة الجنديَّين وصاحبهما مخفقين ، وقد كادت الأيدي والأرجل أن تقضي عليهم . . . » [1] . ثمّ إنّ السيّد دعا إلى مؤتمر للتحاور مع رجالات السياسة والفكر ، لاتّخاذ القرارات المناسبة للاستمرار بالمواجهة والسيطرة على الموقف حتّى الوصول إلى الهدف ، فعقد المؤتمر في منطقة ( الحجير ) ومثّل المؤتمرين في وفد إلى سوريا للاجتماع مع الملك فيصل ، حتّى إذا رجع وثب الفرنسيّون بجيش جرّار إلى جبل عامل توجّه نحو قرية ( شحور ) لإلقاء القبض على السيّد وقتله ، . . . قال رحمه الله : « ومهما يكن فقد كان نصيبنا من هذه الجيوش حملة جرّارة قدّرت بألف فارس مجهّزين بالمدافع الثقيلة والدبابات والمدرّعات ، زحفت بقيادة الكولونيل ( نجير ) إلى ( شحور ) وما كاد الفجر يتضوأ بأضوائه النديّة حتّى كانت المدافع الثقيلة منصوبة على جبلي ( الطور ) و ( سلطان ) المشرفين على القرية ، وهبط الجيش يتدفّق بين كروم التين ، ويلتفّ حول القرية ، في رهبة أوحشت سكينة الفجر المستيقظ لذكر الله تعالى في مستهلّ شهر رمضان المبارك سنة 1338 ، وكنت أهوم بعد صلاة الفجر بنعاس بعد تعب السفر وتعب السهر ، وكانت وصيفتنا « الصالحة » « السعيدة » تتهيّأ لصلاتها ، فأشرفت على مدخل القرية - وهي تتبيّن الصبح - فراعها أن ترى أن آذان الخيل تنتشر بين أشجار التين في
[1] موسوعة الامام السيد عبد الحسين شرف الدين 7 : 3368 .