معاوية بن رافع ، وعمرو بن رفاعة بن التابوت يقول : < شعر > لا يزال جوادي تلوح عظامه * ذوى الحرب عنه أن يموت فيقبرا < / شعر > فأتيت النبيّ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم فأخبرته فقال : اللّهمّ اركسهما ودعّهما إلى نار جهنم دعّاً . فمات عمرو بن رفاعة قبل أن يقدم النبيّ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم من السفر » . قال السيوطي : « وهذه الرواية أزالت الإشكال وبيّنت أن الوهم وقع في الحديث الأوّل ، في لفظة واحدة وهي قوله : ابن العاصي ، وإنّما هو ابن رفاعة أحد المنافقين ، وكذلك معاوية بن رافع أحد المنافقين ، والله أعلم » [1] . بل السيوطي نفسه أيضاً يعلم واقع الحال وحقيقة الأمر ، وإلاّ فما أجهله ! ! أمّا أوّلا : فلم يكن في الحديث الأوّل إشكال أو وهم حتّى يزال ! ! غاية ما هناك أنّ في « المسند » لفظ « فلان وفلان » بدل « معاوية وعمرو » والسيوطي يعلم - كغيره - أنّه تحريف ، إن لم يكن عن عمد فعن سهو ! ! على أنّه لم يوافق ابن الجوزي في الطعن في الحديث ، بل ذكر له ما يشهد له بالصحّة . وأمّا ثانياً : فلو سلّمنا وجود إبهام وإشكال في الحديث الأوّل ، فهل يزال ويرتفع بحديث لا يرتضي أحد سنده مطلقاً ، لمكان « سيف بن عمر » . . . ولنلق نظرةً سريعة في ترجمته . قال ابن معين : ضعيف الحديث . وقال أبو حاتم : متروك الحديث . وقال أبو داود : ليس بشي .
[1] اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 1 : 427 .