« فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها أغضبني » : « استدلّ به السهيلي [1] على أنّ من سبّها كفر ، لأنّه يغضبه ، وأنّها أفضل من الشيخين » . وقال : « قال الشريف السمهودي : ومعلوم أنّ أولادها بضعة منها ، فيكونون بواسطتها بضعة منه ، ومن ثمّ لما رأت اُمّ الفضل في النوم أنّ بضعةً منه وضعت في حجرها أوّلها رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم بأن تلد فاطمة غلاماً فيوضع في حجرها ، فولدت الحسن فوضع في حجرها . فكلّ من يشاهد الآن من ذرّيّتها بضعة من تلك البضعة وإن تعدّدت الوسائط ، ومن تأمّل ذلك انبعث من قلبه داعي الإجلال لهم وتجنّب بغضهم على أيّ حال كانوا عليه . قال ابن حجر : وفيه تحريم أذى من يتأذّى المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم بتأذّيه ، فكل من وقع منه في حقّ فاطمة شيء فتأذّت به فالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم يتأذّى به بشهادة هذا الخبر ، ولا شيء أعظم من إدخال الأذى عليها من قبل ولدها ، ولهذا عرف بالإستقراء معاجلة من تعاطى ذلك بالعقوبة في الدنيا ( ولعذاب الآخرة أشدّ ) [2] » [3] . وثالثاً : في « أهل البيت » في الآية : الحسن والحسين ، وإنّ نفس الدليل الذي أقامه الحافظ السهيلي وغيره على تفضيل الزهراء دليل على أفضليّة
[1] عبد الرحمن بن عبد الله ، العلاّمة الأندلسي ، الحافظ العلم ، صاحب التصانيف ، برع في العربيّة واللغات والأخبار والأثر ، وتصدّر للإفادة ، من أشهر مؤلّفاته : الروض الأنف - شرح « السيرة النبويّة » لابن هشام - توفّي سنة 581 ، له ترجمة في : مرآة الجنان 3 : 320 ، النجوم الزاهرة 6 : 100 - 101 ، العبر 3 : 82 . [2] سورة طه 20 : 127 . [3] فيض القدير شرح الجامع الصغير 4 : 421 .