[ وآله ] وسلّم بذلك ، فبكى عليّ - رضي الله عنه - ، فقال له رسول الله : ما يبكيك يا عليّ ؟ ! أجزعاً من الموت ؟ ! قال : لا ، والذي بعثك بالحقّ يا رسول الله ، ولكن خوفاً عليك ، أفتسلم يا رسول الله ؟ قال : نعم . قال : سمعاً وطاعة وطيبة نفسي بالفداء لك يا رسول الله . ثمّ أتى مضجعه واضطجع وتسجّى بثوبه . وجاء المشركون من قريش فحفّوا به لا يشكّون أنّه رسول الله ، وقد أجمعوا أن يضربه من كلّ بطن من بطون قريش ضربةً بالسيف لئلاّ يطلب الهاشميّون من البطون بطناً بدمه وعليّ يسمع ما القوم فيه من تلاف نفسه ، ولم يدعه ذلك إلى الجزع كما جزع صاحبه في الغار . ولم يزل عليّ صابراً محتسباً ، فبعث الله ملائكته فمنعته من مشركي قريش ، حتّى أصبح ، فلما أصبح قام ، فنظر القوم إليه ، فقالوا : أين محمّد ؟ ! قال : وما علمي بمحمّد أين هو ! قالوا : فلا نراك إلاّ مغرراً بنفسك منذ ليلتنا . فلم يزل عليّ أفضل ، ما بدا به يزيد ولا ينقص ، حتّى قبضه الله إليه » [1] . وأمّا الآية الأخرى ، فقد ذكرنا في تعليقة « المواقف » في الجواب عن الاستدلال بها وجوهاً : الأوّل : إنّ نزولها في أبي بكر غير متّفق عليه بين المفسّرين من أهل السُنّة ، وحتّى كونه قول أكثر المفسّرين غير ثابت ، وإن جاء ذلك في شرح