لم يأت بعد النسائي مثله . . . أمير المؤمنين في الحديث . . . [1] . وثالثاً : إنّ قول ابن الجوزي والسيوطي « هو العدويّ الوضّاع » اجتهاد في مقابلة نصّ الدارقطني على أنّه غيره كما ستعرف . ورابعاً : إنّ ابن الجوزي - المتوفّى سنة 597 - غير جازم بسرقة الحديث من « إسحاق » . . وهل ترد الأحاديث المعتبرة الثابتة ب « لعلّ » ؟ ! ثمّ يأتي السيوطي - المتوفّى 911 - وكأنّه جازم ، فيسقط كلمة « لعلّ » ! وخامساً : قد عرفت أنّ « إسحاق بن إبراهيم » إنّما تكلّم فيه الأزدي ، ومن هنا لم يطعن ابن الجوزي في الحديث عن البرّاء إلاّ اعتماداً عليه حيث قال : « قال الأزدي : كان إسحاق بن إبراهيم يضع الحديث » وقد قدّمنا عن الحافظ الذهبي أنّ الأزدي لا يعتدّ بقوله . . . حتّى أنّه قال فيه في موضع آخر بترجمة أحد الرجال : « وقال أبو الفتح الأزدي : هو ضعيف ، لم أر في شيوخنا من يحدّث عنه . قلت : هذه مجازفة ، ليت الأزدي عرف ضعف نفسه ! » [2] . وقال بترجمة الأزدي : « قال أبو بكر الخطيب : كان حافظاً ، صنّف في علوم الحديث . وسألت البرقاني عنه فضعّفه . وحدّثني أبو النجيب عبد الغفّار الأرموي قال : رأيت أهل الموصل يوهّنون أبا الفتح ولا يعدّونه شيئاً . قال الخطيب : في حديثه مناكير . قلت : وعليه في كتابه في الضعفاء مؤاخذات ، فإنّه قد ضعّف جماعةً بلا دليل ، بل قد يكون غيره قد وثّقهم » [3] .
[1] هذه كلمات من : الحاكم ، الخطيب ، الذهبي . . . انظر : تاريخ بغداد 12 : 34 ، سير أعلام النبلاء 16 : 449 و 10 : 267 ، ميزان الاعتدال 4 : 8 عند نقل كلام عنه . [2] سير أعلام النبلاء 13 : 389 . [3] سير أعلام النبلاء 16 : 348 .