ثمّ إن الدارقطني لم يتكلّم في الحديث بشي غير أنّه قال : « ما كتبته إلاّ عنه » فلم يضعِّف شيخه « الحسن » وهو يدلّ على كون الحديث صحيحاً عنده . لكنّ القوم المتعصّبين يشق عليهم ذلك ! ! فيقول ابن الجوزي عقب كلام الدارقطني : « قلت : وهو العدويّ الكذّاب الوضّاع ، ولعلّه سرقه من النحوي » . ثمّ جاء السيوطي فأسقط كلام الدارقطني ، كاتماً شهادته الضمنيّة بوثاقة شيخه « الحسن » ! ! وأسقط كلمة « لعلّ » من عبارة ابن الجوزي ، ليرمي الرجل بالسرقة عن يقين ! ! فقال : « الحسن هو العدويّ الوضّاع ، سرقة من إسحاق » . فنقول : أوّلا : الدارقطني يشهد بوثاقة شيخه ، وهذه الشهادة لا تعارضها تلك الكلمات المضطربة الصادرة من الحاقدين على أهل البيت الطاهرين ! وثانياً : إنّ الأوصاف والألقاب التي يذكرونها بتراجم الدارقطني لتكذّب أن يتّخذ « كذّاباً ، وضّاعاً ، سارقاً » شيخاً له ، فيروي عنه الأحاديث النبويّة والأحكام الشرعيّة ! ! يقولون بترجمة الدارقطني ووصفه : الإمام الحافظ المجوّد ، شيخ الإسلام ، علم الجهابذة . . . من بحور العلم ومن أئمّة الدنيا ، انتهى إليه الحفظ ومعرفة علل الحديث ورجاله . . . صار واحد عصره في الحفظ والفهم والورع . . . فريد عصره وقريع دهره ونسيج وحده وإمام وقته ، انتهى إليه علوّ الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال ، مع الصدق والثقة . . .