للمحاربي ، وهو يعلم أنّ المقصود بهذا التوهين إنّما هو الأسلمي وليس المحاربي . . . » [1] . أقول : وفيه مواقع للنظر : أمّا أوّلا : فقد سبق أنّ أبا نعيم لم يقل في هذا الحديث إلاّ « غريب . . » وقد بيّنّا المراد من « الغريب » في الاصطلاح . كما سبق أنّ ابن عساكر روى الحديث من دون طعن في سنده . ونحن نعتمد على كلام هؤلاء ، لكونهم أئمّة في الحديث وأقرب عهداً وأكثر معرفةً برواته ، ولا نعبأ بتضعيف المتأخّرين عنهم فضلا عن الحكم بالوضع ! وأمّا ثانياً : فإنّ « يحيى بن يعلى الأسلمي » لا ذنب له إلاّ التشيّع ، كما سبق ، وكما اعترف هذا الشيخ . . . وقد حقّقنا حاله على ضوء كلمات أعلام القوم . وأمّا ثالثاً : فإنّ أبا إسحاق السبيعي مع أنّه قد اختلط في آخر عمره ، وكان يدلّس . . . من رجال الصحيحين ، فقد ذكر الحافظ ابن القيسراني تحت عنوان : « من اسمه عمرو عندهما » : « 1393 : عمرو بن عبد الله بن ذي يحمد ، ويقال : ابن عبد الله بن عليّ ، الهمداني السبيعي الكوفي . . . » ثمّ ذكر مشايخه عند البخاري ومسلم ، ثمّ قال : « قال شريك : سمعت أبا إسحاق يقول : ولدت في سنتين من إمارة عثمان . وقال أبو بكر بن عيّاش . دفنّا أبا إسحاق سنة ستّ
[1] حديث الثقلين وفقهه ، هامش ص 30 عن سلسلة الأحاديث للألباني .