يتشبّث الشيعة بها ، ويسوّدون كتبهم بالعشرات من أمثالها . . . » فإنّ هذا الحديث واحد من عشرات الأحاديث المتّفق عليها ، ومن النصوص الدالّة على إمامة أمير المؤمنين وأئمّة أهل البيت عليهم السلام بعد النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، كما لا يخفى على من تأمّل في ألفاظها ، ولذا يعدّ عند هذا الشيخ النجيب ! وأمثاله من أتباع ابن الجوزي « ظاهر البطلان والتركيب » ! ! ثمّ الأجدر بنا أنّ نمرّ على سائر ما في هذه العبارة « كراماً » ولا نقول إلاّ « سلاماً » . وثالثها : في قوله : « وكيف لا يكون منكراً ؟ وفيه مثل ذاك الدعاء . . . ولا يتناسب مع خلقه . . . » فإنّه غفل أو تغافل عن المراد من « منكر » ، وقد ذكرنا أنّه اصطلاح في علم الحديث وبيّنّا معناه . . . وأمّا أنّ مثل هذا الدعاء لا يتناسب مع خلق النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فكلام بارد جدّاً ، لأنّ من كذّب بفضل العترة النبويّة الهادية ولم يقتد بها فهو ضالّ ، و ( ماذا بعد الحقّ إلاّ الضلال ) [1] ، ومن قطع فيهم صلة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان من الّذين ( يقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ) [2] ، وحينئذ ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) [3] وكيف تنال شفاعة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من أعرض عن أهل بيته الطاهرين وهو القائل في حقّ الثقلين : « ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا » ؟ ! وأمّا دعاؤه صلّى الله عليه وآله وسلّم على بعض الناس ، ولعنته البعض
[1] سورة يونس 10 : 32 . [2] سورة الرعد 13 : 25 . [3] سورة المدّثّر 74 : 48 .